فجاءوا ببدعة محاربة ومكافحة الرقيق لسببين: السبب الأول: أنهم استعبدوا الشعوب بأكملها، وليس شرطاً أن كل إنسان يستعبد إنساناً آخر، فهم رأوا أن هذا الأمر من هذه الناحية يمكن أن يعطي لدى الشعوب قناعة بأن الغرب حملوا حضارة إنسانية، وأنهم دعاة فكر إنساني فعلاً عندما ينادون بمنع الرق.
والسبب الآخر -وهو الصواب-: أن المسلمين عندما رأوا الاستعمار بهذه القوة، ووجدوا أن المستعمرين الأوروبيين يأخذون المسلمين ويذهبون بهم عبيداً إلى أمريكا وغيرها بالقوة؛ ما بقي من المسلمين من مقدرة إلا القرصنة؛ ولذلك فالقرصنة عند الغربيين مرتبطة بالمسلمين، فكان المسلمون لا يزالون لديهم قوة بحرية حتى في أضعف المناطق وهي: جزيرة العرب ، فقد كانت أكثر المناطق تأخراً في التاريخ الحديث؛ لولا أن الله أنقذها بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وظهرت، وأما من الناحية المادية فقد كانت من أفقر مناطق العالم قبل البترول، فكان أقوى ما عندهم هنا هي الناحية البحرية، فكانوا يتاجرون باللؤلؤ وغيره عن طريق الخليج ، إلى بحر عمان ، ثم إلى شواطئ أفريقيا و الهند ، وكانت لهم سلطنة في شرق أفريقيا في زنجبار وغيرها.